نوافذ علي الحياة

من طرف **ندي الايام** الخميس مايو 01, 2008 10:52 am

[center]نوافذ على الحياة...و الدهشة...و الأمل...

عطش...

سؤال...

و حلم...

نافذة على العطش

و يرحل العطش
كلما حضر الماء
باتجاه دائرة الريح
يسقى الماء الحياة
و يغيب العطش
كي يشتعل رغبة
كلما جفت الحنجرة
كي تزهو الواحة
أو تشكو المدينة
من جفاف عقيم
في موكب يسبح جريحا
باتجاه الخريف
ذاك الربيع القادم
بغيمة أو خيمة من صراخ
محملا بأوراق ناضجة
تزيد الظمأ حدة
تشتعل الخلايا رغبة
في الاختصار
لكن الوادي يحب التفاصيل
يهدهد مراكب الاشتعال
الراسية في شعب الصمود
شراع الطريق
شعار من كل ألوان
زهور ظمئ من عطر
الصفاء من نسمة النقاء
رياح تعبث بضفيرة الأيام
لا المشط استوفى
شروط الحضور
و لا الأشعار استلقت
على روح السنين
و لا التاريخ نفض
ضباب المعاني
تصبب العطش
كشلال على الكلمات
يبحث عن الحياة
يصل حد الاحتضار
احتضار في غرفة الأحلام
رأس تختلط فيه جغرافية الأيام
تنبت فيه الخرافة
ترتوي منه العرافة
و يضيع الماء من جديد
في عطش قديم
لكن الحروف تتشكل
من مخزونها لتبدأ من جديد
رحلة النهار و الليل
غير عابئة بفصول الظلام
تصنع نورها من جلدها
تلبس رداءا من أعماقها
تطرح أشكالا من القول
على مائدة الصباح
صباح يساءل نفسه
عن أخطاء المساء
مساء يتشكل من فتات
الحكايات من أفواه
لا تتعب من القول
تسقي بأساطيرها فضول العارف
في كل يوم يمتلأ الفضاء
بماء جديد
يبحث عن حديقة
حق عليها القول
كي تعيش في زمن الأزرار
و يظل الجد يحكي قصة العطشان
الذي ضل الطريق
باحثا عن نفسه في زحمة
الغوغاء
تائها في صحراء من الخطب
سماء تمطر بسخاء
كي تنبت الرمال نخيلا
و ثمارا لا اعوجاج فيها
و تظل الواحة معطاءة
بلا انفصام في الجذور
جذور سليمة بماء زلال...

نافذة على السؤال

أتنبت الأرض بشرا؟
أتتجمع الرمال رجالا؟
أتصنع الواحة عظاما؟
هل يكسبهم التاريخ أمجادا؟
هل تكفيهم الأرواح ثمارا؟
هل يكيفهم الكلام رداءا؟
من أي طينة كانت أمنا؟
من أي عجينة هي فطائرنا؟
من أي صبغة هي مبادئنا؟
أين نحن من واقعنا؟
أفي اليمين؟
أم في الشمال؟
أم في وسط تاه عنا؟
أم تهنا عنه في غفلتنا؟
لما تصعد الشمس من الشرق؟
هل للشروق معنى؟
أتشرق من جديد؟
بضياء فريد؟
بماء مديد؟
ببناء حديد؟
أم هو غروب في أرواحنا؟
و سكون في غربتنا؟
بين بيوتنا و جدران تاريخنا؟
لم الشمال غني؟
و الجنوب غبي؟
هل حقا أن الجنوب غني؟
و الشمال غبي؟
تكفينا نقطة ليفيض التنور؟
أما الكأس فقد فاض أنهارا
من خمر أسكرت الشرق و الغرب
حتى أصبح الفجور عنوانا لحضارة
أتعبتها مصابيح السماء
فأرسلت طيورها المعدنية
لترقب تسبيح النجوم
لكن حمرة شرابها
و ذهبية مجلسها
صدها عن جواب
أسئلتها المطلة من النافذة
نافذة الزمن
زمن الأسئلة
في زمن الحلم...

نافذة على الحلم

لا زال الحلم يراودني
كلما أتعبتني الأفكار
تحاصرني الظنون
و الكوابيس كلما اشتعل الصدر بالحنين
من هناك كان الأمل صراخا
يستهويني كلما نظرت حولي
أطفال بالملايين يحلمون
بسقف من رغيف
و كسوة من ورق
يحلمون بلعبة سليمة
لا تحمل فيروسات العصر
يحلمون بصباح جميل
مثل صدر أمهاتهم
يحلمون بعلم وافر
يزيد من إنسانيتهم
يحلمون بشارع نظيف
يمارسون فيه صفاء شعائرهم
يحلمون بغد
تراكم فيه الحلم
كديون كبارهم
ليس لهم فيها نصيب
سوى أنهم يحملون هوية وجودهم
في ذاك المكان
في ذاك الزمان
يولد الطفل باكيا
لأن عليه دين
من سبقوه
من حرموه
من نهبوه
من سرقوا بسمته
من بين شفتيه
قبل أن يفوح بها
لأنهم يحبوه
بكل إخلاص و أي إخلاص؟
فأثقلوه بسنين من التعب
قبل أن يولد،فكان العطش عصيا
و السؤال ثقيل
و الحلم جميل..[/center]